الدكتورجواد باحجي ومسقبل المجلس العام للتنمية الفلاحيةCGDA

في خطوة تعكس حرص وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات على تعزيز الكفاءات القيادية على مستوى هيكلتها، تم مؤخرًا تعيين السيد جواد باحجي رئيسًا للمجلس العام للتنمية الفلاحية (CGDA). هذا التعيين، الذي حظي بمصادقة المجلس الحكومي في 27 فبراير 2025 وتلاه حفل تنصيب رسمي في 3 مارس 2025 تحت إشراف الوزير الوصي على القطاع، يمثل محطة مفصلية في مسار تطوير القطاع الفلاحي المغربي. فبالنظر إلى المسيرة المهنية المتميزة للسيد باحجي والخبرة التي راكمها في مختلف جوانب العمل الفلاحي والتنموي، فإن هذا التعيين يطرح تساؤلات هامة حول الإضافة النوعية التي يمكن أن يقدمها للنهوض بهذا القطاع الاستراتيجي.
دون شك أن تولي السيد باحجي لهذا المنصب الهام يأتي مدعومًا بسجل حافل بالإنجازات والمسؤوليات القيادية. فقد تقلد مناصب عليا داخل وزارة الفلاحة، كان آخرها منصب المدير العام للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية منذ عام 2017، حيث لعب دورًا محوريًا في تطوير آليات الإرشاد الفلاحي وتحديثها بما يواكب التحديات المستجدة. علاوة على ذلك، فإن تجربته كرئيس لمجلس جماعة مكناس بين عامي 2021 و 2024 أكسبته فهمًا عميقًا للتحديات التنموية على المستوى الترابي وضرورة التكامل بين السياسات القطاعية والإكراهات والحاجيات المحلية. هذه التجربة والخلفية المتنوعة تمنح السيد باحجي رؤية شمولية للقطاع الفلاحي، تجمع بين المعرفة التقنية والإدارية والقدرة على التفاعل مع مختلف الفاعلين.
إن تولي شخصية بخبرة وكفاءة السيد باحجي لرئاسة المجلس العام للتنمية الفلاحية يحمل في طياته إمكانات كبيرة لإحداث نقلة نوعية في عمل هذه المؤسسة الاستشارية الهامة حيث منذ تعيينه في منصبه الجديد حرص على التركيز في عمله على عدة محاور أساسية نذكر منها
تعزيز اليقظة الاستراتيجية والاستباقية إيمانا منه بأنه بالنظر إلى التغيرات المناخية المتسارعة وتقلبات الأسواق العالمية، يصبح دور المجلس في استشراف المستقبل وتقديم توصيات استباقية للوزارة أكثر أهمية من أي وقت مضى. فخبرة السيد جواد باحجي في تحليل الاتجاهات وتقدير المخاطر والفرص، ستمكنه من قيادة المجلس نحو تعزيز القدرة على القيام باليقظة الاستراتيجية وتقديم سيناريوهات وتوصيات عملية تساعد الوزارة الوصية على اتخاذ قرارات مستنيرة ومستدامة.
وبما أن القطاع الفلاحي يمثل منظومة معقدة تتداخل فيها أدوار العديد من المؤسسات والفاعلين، فتدبير السيد باحجي ل CGDA المعقلن سيسهم بدون شك في تعزيز آليات الحكامة الجيدة والتنسيق والتكامل بين مختلف هذه الجهات، بما في ذلك المصالح المركزية والجهوية للوزارة، والمؤسسات العمومية، والمنظمات المهنية، والقطاع الخاص باعتبار أن هذا التكامل ضروري لضمان فعالية السياسات الفلاحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومن الجوانب الأخرى التي يحرص باحجي على تنزيلها وتفعيلها تحديث منهجيات عمل المجلس وآليات اشتغاله، بما يتماشى مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية. و تشجيعه على تبني مقاربات مبتكرة في معالجة القضايا والتحديات التي تواجه القطاع الفلاحي، سواء على مستوى الإنتاج أو التسويق أو التمويل أو التكيف مع التغيرات المناخية.
جانب آخر له أهميته وراهنيته يركز عليه باحجي في في مقاربته لتطوير عمل CGDA هو حرصه على تعزيز دور البحث العلمي والابتكار وذلك بالنظر إلى أهمية هذا المجال في تطوير القطاع الفلاحي و تعزيز الروابط بين المؤسسات البحثية والفاعلين الميدانيين، وتشجيع تبني التكنولوجيات الحديثة والممارسات الزراعية المستدامة.
والفاعلون والمتدخلون في القطاع يؤمنون بقدرة السيد باحجي على تعزيز مختلف أدوار المجلس العام للتنمية الفلاحية كقوة اقتراحية فاعلة، قادرة على تقديم توصيات ومقترحات مبتكرة تساهم في إغناء النقاش العمومي حول قضايا القطاع الفلاحي وتوجيه السياسات العمومية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والرفع من تنافسية القطاع.
إن تعيين السيد جواد باحجي على رأس المجلس العام للتنمية الفلاحية يشكل فرصة حقيقية لتعزيز دور هذه المؤسسة الاستشارية الهامة في خدمة القطاع الفلاحي المغربي. فبالاستفادة من خبرته الواسعة ورؤيته الشمولية، من المتوقع أن يقدم إضافة نوعية تساهم في تحقيق رهانات القطاع ، وتبشر بمستقبل واعد ل CGDA في ظل حكامة تدبيرية جيدة وخريطة طريق واضحة وبأهداف محددة تستهدف بالأساس تطوير آليات اليقظة الاستراتيجية، وتعزيز التنسيق والتكامل، وتحديث منهجيات العمل، وتشجيع الابتكار، وتفعيل دور المجلس كقوة اقتراحية فاعلة.
و يبقى التحدي الأكبر هو تظافر جهود فريق العمل الذي يشتغل إلى جانب السيد جواد باحجي لترجمة هذه القناعات والطموح إلى نتائج ملموسة تساهم في تحقيق تنمية فلاحية مستدامة وشاملة تلبي تطلعات الفلاحين وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي والازدهار الاقتصادي للمملكة المغربية.