غابة سلا الجديدة .. ضمان استدامة النظم البيئية رهين بالسلوكيات المواطنة للزوار
 
الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

غابة سلا الجديدة .. ضمان استدامة النظم البيئية رهين بالسلوكيات المواطنة للزوار

رقم المقال: 2759450
08 يونيو 2025 09:53
  | 
غابة سلا الجديدة .. ضمان استدامة النظم البيئية رهين بالسلوكيات المواطنة للزوار

غابة سلا الجديدة .. ضمان استدامة النظم البيئية رهين بالسلوكيات المواطنة للزوار


سلا الجديدة – بعد أن انتعشت بفضل أمطار الخير التي شهدها هذا الموسم، تزينت الغابة الحضرية بسلا الجديدة بغطائها النباتي الربيعي، لتجذب العديد من المتنزهين الباحثين عن هدوء الطبيعة وسكينتها.

وتحولت هذه الرئة الخضراء، الواقعة على بعد حوالي عشرين كيلومترا شمال شرق الرباط، كامتداد لغابة المعمورة، إلى وجهة مميزة تقصدها العائلات والرياضيون وعشاق الطبيعة للاستمتاع بالهواء النقي والهدوء.

وتوفر هذه الغابة التي تمتد على مساحة تقارب 340 هكتارا، إطارا إيكولوجيا سهل الولوج، ملائما للاسترخاء والترفيه وممارسة مختلف الأنشطة.

غير أن هذه الصورة الجميلة تخفي واقعا مقلقا، على اعتبار أن العدد المتزايد من الزوار يشكل تهديدا حقيقيا للتوازن البيئي بهذا الفضاء الأخضر.

وبالإضافة إلى الآثار الضارة لتغير المناخ، المتمثلة في انخفاض كبير في معدل التساقطات المطرية وارتفاع مستمر في درجات الحرارة، ي عرض الضغط البشري الملحوظ هذا التراث الطبيعي الثمين للخطر.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية المغربية للسياحة البيئية وحماية الطبيعة، إبراهيم أبو العباس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تصرفات بعض الزوار تسرع من تدهور هذه المنظومة البيئية الهشة، التي تعاني أصلا جراء تداعيات فترات الجفاف المتتالية.

وبعدما أعرب عن استيائه من النفايات التي يخلفها بعض الزوار، أشار إلى أن العدد الكبير من السيارات التي يتم ركنها داخل الغابة يمثل تهديدا لهذا النظام البيئي على عدة أصعدة، مما يؤدي إلى الضغط المفرط للتربة والتدهور التدريجي للغطاء النباتي.

وقال السيد أبو العباس “إن م حبي الطبيعة أنفسهم هم من يلحقون ضررا لا يمكن إصلاحه بهذه الغابة”، مذكرا بأن تجديد الأشجار يظل صعبا للغاية في سياق مطبوع بتداعيات تغير المناخ.

من جهته، يؤكد أحمد، وهو زائر م نتظم لهذا الفضاء الطبيعي، هذه الملاحظة، مشيرا إلى أنه ” يتم ترك الأكياس البلاستيكية والقوارير الفارغة وبقايا الطعام بعد النزهات. هذه السلوكيات تضر بالبيئة، وتشوه جمالية الموقع، وتفسد تجربة زوار آخرين”.

وإدراكا منها لهذا الوضع المقلق، أطلقت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في فبراير الماضي، مبادرة لإعادة تأهيل غابة سلا الجديدة.

ويتعلق الأمر ببرنامج للتهيئة يروم تحقيق ثلاثة أهداف أساسية، تتمثل في ضمان استدامة النظام البيئي الغابوي، وتعزيز سلامة المستخدمين، وتحسين حكامة وتدبير البنيات التحتية.

ور صدت لهذا المخطط الاستراتيجي، الممول بشكل مشترك من قبل الوكالة الوطنية للمياه والغابات ومجلس جهة الرباط – سلا – القنيطرة، في إطار اتفاقية مدمجة في برنامج التنمية الجهوية برسم الفترة 2022-2027، ميزانية إجمالية قدرها 15 مليون درهم.

وفي نفس الإطار، من المرتقب أن تستفيد غابة سلا الجديدة من برنامج “المناخ – دعم المساهمات المحددة وطنيا”، الذي يموله البنك الدولي. وتهدف هذه المبادرة إلى تهيئة 11 غابة حضرية وشبه حضرية على المستوى الوطني بحلول سنة 2027.

ورغم أن هذه المبادرات المحمودة ضرورية لحماية وإعادة تأهيل الغابات شبه الحضرية بالمملكة، إلا أن تدبير هذه الفضاءات الخضراء بشكل مستدام يعد مسؤولية جماعية، ينبغي أن يتحمل فيها الجميع حصته منها.

لذلك، من الضروري تعزيز عمليات التحسيس والتربية على البيئة، باعتبارها تدابير أساسية لتغيير السلوكيات والحفاظ على هذا التراث الطبيعي للأجيال القادمة.

08 يونيو 2025 09:53

    مواضيع مرتبطة

  • ْْْ
روابط