انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة
 
الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة

رقم المقال: 2757550
07 نونبر 2024 18:11
  |  سياسة
انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة
بقلم الأستاذ محمد بن الماحي ، محامٍ

بمناسبة إعادة انتخاب دونالد ج. ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بعث جلالة الملك محمد السادس رسالة تهنئة تعكس عمق العلاقات المغربية-الأمريكية وإمكاناتها المتميزة لتطوير شراكة أكثر استراتيجية. وتشكل هذه الولاية الجديدة لحظة هامة للبلدين الصديقين والحليفين التقليديين، اللذين تجمعهما روابط تاريخية، وقيم مشتركة، وجالية ديناميكية، ورؤية موحدة لعالم أكثر استقراراً وازدهاراً.

تحالف تاريخي وروابط عميقة

تعود العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية إلى جذور تاريخية، حيث كان المغرب أول دولة تعترف رسمياً باستقلال الولايات المتحدة سنة 1777. وقد شكل هذا الاعتراف المبكر والدبلوماسي الأساس لصداقة دائمة وشراكة قوية بين البلدين. واليوم، تستمر هذه التحالفات وتتعمق من خلال علاقات دبلوماسية وأمنية وتجارية تزداد متانة وتطوراً.

الرئيس دونالد ترامب يحصل على وسام العلوي المحمدي .

في 21 يناير 2021، خلال مراسم بالبيت الأبيض، قامت السفيرة المغربية بواشنطن، للا جمالة العلوي، باسم جلالة الملك محمد السادس، بتقليد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسام العلوي المحمدي، وهو أرفع وسام مغربي يُمنح حصرياً لرؤساء الدول. كما منح الرئيس الأمريكي «وسام الاستحقاق برتبة قائد أعلى» لجلالة الملك محمد السادس تقديراً لجهوده في تعزيز الشراكة المغربية-الأمريكية، وفق ما جاء في بيان للبيت الأبيض.

وفي سياق متصل، وقع الرئيس ترامب في ديسمبر الماضي مرسوماً يعترف من خلاله بسيادة المغرب الكاملة على كافة أقاليمه الصحراوية. وكأول تجسيد لهذه المبادرة التاريخية، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية في مدينة الداخلة ذات طابع اقتصادي لتعزيز الاستثمارات الأمريكية والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية خصوصاً.

الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء: منعطف تاريخي

خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب (ديسمبر 2020)، تم اتخاذ خطوة حاسمة في العلاقات الثنائية تمثلت في الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة المغربية الكاملة على صحرائها. وقد وصف جلالة الملك محمد السادس هذه الخطوة بأنها “لحظة محورية”، مؤكداً أنها تكرس مرحلة تاريخية في الشراكة بين البلدين. وتعتبر هذه الخطوة اعترافاً بالحقوق المشروعة للمغرب، كما تجسد دعماً قوياً من الولايات المتحدة لحليف موثوق، المملكة المغربية، في مواجهة التحديات الإقليمية، مما عزز مكانة المغرب كمحور أساسي للاستقرار في المنطقة.

رؤية مشتركة للأمن ومكافحة الإرهاب

يتقاسم البلدان أيضاً رؤية موحدة في مجال مكافحة الإرهاب، الذي يمثل تحدياً كبيراً في السياق العالمي الراهن. وتظهر هذه الشراكة من خلال العديد من المبادرات الثنائية والمتعددة الأطراف التي تهدف إلى محاربة التطرف وتعزيز السلم. ويعمل المغرب والولايات المتحدة على تطوير برامج أمنية مشتركة لتعزيز قدرات القوات الأمنية المغربية في مواجهة التهديدات العابرة للحدود.

وتُعد التدريبات العسكرية المشتركة، مثل المناورة السنوية “الأسد الإفريقي” في الصحراء المغربية، دليلاً ملموساً على هذه الشراكة الاستراتيجية. ويعد هذا التدريب، الذي يُعتبر من الأكبر في إفريقيا، فرصة لجمع القوات المغربية والأمريكية والدول الحليفة الأخرى بهدف تعزيز التنسيق والاستعداد لمواجهة الأزمات. ويعتبر “الأسد الإفريقي” رمزاً للتعاون العسكري القوي وأحد الأمثلة الواضحة على التزام البلدين بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي والسلام الدولي.

شراكة اقتصادية وتجارية ديناميكية

إلى جانب الأبعاد التاريخية والأمنية، تتميز العلاقات المغربية-الأمريكية بديناميكية اقتصادية وتجارية قوية. فمنذ إبرام اتفاقية التبادل الحر في عام 2006، شهدت التبادلات التجارية بين المغرب والولايات المتحدة نمواً كبيراً، مما فتح آفاقاً جديدة للشركات في البلدين. حيث يصدر المغرب نحو الولايات المتحدة منتجات مثل الفوسفات، والمنتجات الزراعية والنسيجية، بينما يستورد معدات صناعية، ومنتجات غذائية، وتكنولوجيا متقدمة. وتساهم هذه العلاقات التجارية في تنويع الاقتصاد المغربي وجذب الاستثمارات الأمريكية في قطاعات استراتيجية، مثل الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة.

الجالية المغربية في الولايات المتحدة: جسر إنساني وثقافي

يلعب المغاربة المقيمون بالخارج، وخاصة المتواجدين في الولايات المتحدة، دوراً أساسياً في تقريب وتعزيز العلاقات المغربية-الأمريكية. ومع وجود جالية تقدر بأكثر من 300,000 فرد، تُعد الجالية المغربية في الولايات المتحدة جسراً حقيقياً للترابط الإنساني والثقافي بين البلدين. ويعمل هؤلاء المغاربة، وغالبيتهم من الكفاءات العالية، في مجالات متنوعة، تشمل العلوم والتكنولوجيا، والمالية، والتعليم، والثقافة. ويمثلون قيم التسامح والتنوع والتضامن التي تشكل محور العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة، كما أنهم يلعبون دوراً بارزاً كسفراء غير رسميين للمملكة.

ويعترف المغرب بأهمية هذه الجالية وخصص لهم وزارة خاصة (وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين بالخارج). كما تعمل مؤسسة محمد السادس للمغاربة المقيمين بالخارج بشكل فعال لتعزيز الروابط بين المغاربة المقيمين في الولايات المتحدة ووطنهم الأم. ومن خلال مبادرات مختلفة، يشجع المغرب أبناءه في الخارج على الاستثمار في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا الحديثة والعلوم وريادة الأعمال.

تعاون جوهري من أجل السلام والازدهار

في رسالته، أعرب جلالة الملك محمد السادس عن رغبته في تعزيز هذا التحالف مستقبلاً، مؤكداً أن القيم المشتركة والمصالح المتبادلة في عدة مجالات تتيح للبلدين العمل معاً لبناء مستقبل أفضل لشعبيهما. وسواء كان ذلك في الشرق الأوسط، أو إفريقيا، أو في أي مكان آخر، باتت العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة قوة محركة من أجل السلام والأمن والازدهار.

مستقبل واعد لعلاقات استراتيجية

إن اختيار الأمم المتحدة للمغرب، إلى جانب الولايات المتحدة، لرئاسة مجموعة العمل حول الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة، يعكس مكانة المملكة المغربية على الساحة الدولية ويعزز مصداقيتها واحترامها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. واليوم، وفي ظل التحديات الإقليمية والعالمية المتزايدة، يبرز المغرب كشريك موثوق للولايات المتحدة.

وقد جدد جلالة الملك تأكيده على التزامه بالعمل مع الرئيس دونالد ترامب لتعزيز المصالح المشتركة وتطوير هذه الشراكة الفريدة على كافة المستويات. ويظل هذا التعاون، الذي يمتد عبر تاريخ مشترك، وجالية مغربية نشطة، ورؤية موحدة، ركيزة أساسية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

وفي الختام، تمثل إعادة انتخاب دونالد ترامب خطوة جديدة نحو استمرارية وتعميق العلاقات المغربية-الأمريكية. وبفضل شراكة تشمل الأمن، والدفاع، والتجارة، يظل البلدان عازمين على كتابة مستقبل مشترك يقوم على السلام والاستقرار والازدهار، تدعمه مساهمة فعالة للجالية المغربية في الولايات المتحدة.
انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة
انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة
انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة
انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة
انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة
انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة
انتخاب الرئيس دونالد ترامب والعلاقات مع المملكة المغربية: تحالف تاريخي واستراتيجي مدعوم بدبلوماسية قوية ودور محوري للجالية المغربية المواطنة
07 نونبر 2024 18:11
روابط